الشمالي شمالي فعال
المشاركات : 16 نقاط : 45 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 02/11/2009
| موضوع: ما هي علاقتكُ بـ ( العسل ) ؟؟.. الإثنين 09 نوفمبر 2009, 8:09 am | |
| لــحظـــة رعاك الله !!
في تصور البعض أنه لا يوجد من لا يستسبغ العسل وإن وجد فإنه نادر
والحقيقة أن أغلب البشر لا يستسيغ العسل !
لا تعجب من ذلك ....
وتعال لترى بنفسك !
يأنف المريض من أمور عادة لا يأنف منها حالصحته
وذلك لتقلب مزاجه وعجزه وقلة تحمله
وفي خضم ذلك تختل لديه ملكةالإحساس ببعض الأشياء من حوله فلا يهنأ بلذيذ الطعام وحلو الشراب
حتى ولوكان المطعوم عسلاً ؛ فإنه يجد مرارة تجعله لا
يستسيغ له طعماً و ينفر منهاشمئزازاً .
ولا ريب أن العلة في جسده وجوفه المريض لا في العسل .
وفي الجانب الآخر نجد مريض القلب المتعلق بالشهوات
والمنكرات ينفرمن العبادة ويستثقل الطاعة و لا يتحمل سماع
القرآن رغم أن العبادة لذة وراحةواطمئنان والقرآن شفاء
ورحمة إلا أنه لا يستلذ بهذه القربات وينفر منها .
وبين المريضين تشابه أحبتي في الله ...
فكما أن العلة ليست فيالعسل بل هي في جوف مريض الجسد ، فالعلة ليست في القرآن( وحاشا لله ) بل إن العلةفي القلب البعيد عن الله وإلا فاقرأ قول الله تعالى [[ وننزل من القرآن ما هو شفاءورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ]]
وما هذا الخلل في الحكم علىثوابت الأمور إلا لمرض حل به جعله يجد العسل ( القرآن الذي هو وحي الرحمن ) علقماً، والعلقم ( الأغاني التي هي صوت الشيطان ) عسلاً ، وكذلك ( الصلاة والهدايةومجالسة الصالحين ) يجدها علقماً ، وأما ( السخرية والغيبة والأنس بأصحاب المنكر ) يجدها عسلاً .
فلله ما أنكس هذه القلوب التي جعلت من الحق باطلاً ومن الباطلحقاً ومن المعروف منكراً ومن المنكر معروفاً .
فلم إذاً لا يُستساغ العسل؟! أعني الهداية ؟!
إجابة عن هذا التساؤل أقول أحبتي .. ما هذا الإعراضإلا نتيجة لمرض حل بالقلوب وغير فطرتها وإلا فالقلوب السليمة لا تهنأ إلا بالله ولاتأنس إلا بذكره ، قال تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَاللّه وجلت قلوبهم وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًاوَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ومن الأمراض التي طمست على القلوب وأعمتبصيرتها فأصبحت لا ترى معها نور الهدى مرض النفاق والرياء والشك كما في هذه الآية (( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً )) فزادهم الله مرضاً يعني نفاقاً ورياءً وشكاًوالعياذ بالله .
ومن الأمراض كذلك مرض الشبهة ، قال الله تعالى (( وَإِذْيَقُول الْمُنَافِقُونَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبهمْ مَرَض مَا وَعَدَنَا اللَّهوَرَسُوله إِلَّا غُرُورًا ))
قال الذي في قلبه مرض بما يجده في نفسه منالشبهة بأنه ما وعدهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا غروراً . ومن الأمراضمرض الشهوة ، قال الله تعالى (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَالنِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِيقَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوًْلاً معروفاً ))
(( فلا تَخْضَعْنَبِالْقَوْلِ )) يَعْنِي بِذَلِكَ تَرْقِيق الْكَلَام إِذَا خَاطَبتْنَ الرِّجَالوَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : " فَيَطْمَع الَّذِي فِي قَلْبه مَرَض " وهو مرض الشهوة " وَقُلْنَ قَوًْلاً مَعْرُوفًا " أي حَسَنًا جميلاً مَعْرُوفًا فِي الْخَيْر .
فهل أدركت الآن لم لا يُستساغ العسل ؟!
فإن أردت العلاج فهاك هوبإذن الله :
[ 1- المعرفة بالله تعالى :
فمن عرف ربه حق المعرفة رقلبه ، ومن جهل ربه قسا قلبه ، وما وجدت قلباً قاسياً إلا وجدت صاحبه أجهل العبادبالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة به ، وكلما عظم الجهل بالله كلما كان العبد أكثرجرأة على حدوده ومحارمه ، وكلما وجدت الشخص يديم التفكير في ملكوت الله ، ويتذكرنعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ، كلما وجدت في قلبه رقة .
2- تذكرالموت وما بعده : من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه ، وأهوال الموت وسكراته ،ومشاهدة أحوال المحتضرين وحضور الجنائز ، فإن هذا مما يوقظ النفس من نومها ،ويوقفها من رقدها ، وينبهها من غفلتها ، فتعود إلى ربها وترق ، ولهذا كان النبي صلىالله عليه وسلم يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : (( أكثروا ذكر هادم اللذات الموت ،فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه )) (رواه البيهقي وحسنه الألباني ) ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكرالموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .
3- زيارة القبور ( للرجال ) والتفكرفي حال أهلها : وكيف صارت أجسادهم تحت التراب وكيف كانوا يأكلون ويتمتعونويلبسون مالذ وطاب فأصبحوا تراباً في قبورهم ، وتركوا ما ملكوا من أموال وبنين ،ويتذكر أنه قريباً سيكون بينهم ، وأن مآله هو مآلهم ، ومصيره هو مصيرهم ، فزيارةالقبور عظة وعبرة ، وتذكير وتنبيه لأهل الغفلة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليهوسلم (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ، وتدمع العين ،وتذكر الآخرة ، ولا تقولوا هُجراً )) ( رواه الحاكم وصححه الألباني ) ، ومن نظر إلىالقبور وإلى أحوال أهلها انكسر قلبه ورق ، وذهب ما به من القسوة ، وأقبل على ربهإقبال صدق وإخبات .
4- النظر في آيات القرآن الكريم : والتفكر في وعدهووعيده وأمر ونهيه ، فما قرأ عبد القرآن وكان عند قراءته حاضر القلب مفكراً متأملاًإلا وجدت عينه تدمع ، وقلب يخشع ، ونفسه تتوهج إيماناً من أعماقها تريد السير إلىربها ، وما قرأ عبد القرآن أو استمع إلى آياته إلا وجدته رقيقاً قد خفق قلبه واقشعرجلده من خشية الله {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًامَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّتَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِيَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (23) سورةالزمر.
5- تذكر الآخرة والتفكر في القيامة وأهوالها : والجنة وما أعدالله فيها للطائعين من النعيم المقيم ، والنار وما أعد الله فيها للعاصين من العذابالمقيم ، فإن ذلك يذهب النوم عن الجفون ، ويحرك الهمم الساكنة والعزائم الفاترة ،فتقبل على ربها إقبال المنيب الصادق ، وعندها يرق القلب .
6- الإكثار منالذكر والاستغفار : فإن للقلب قسوة لا يذيبها إلى ذكر الله تعالى ، فينبغيللعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى ، وقد قال رجل للحسن : يا أبا سعيد أشكوإليك قسوة قلبي . قال : أذِبه بالذكر . وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدتبه القسوة ، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ن فماأذيبت قسوة القلب بمثل ذكر الله تعالى . يقول ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلببأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).
7- زيارة الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم : فهم يأخذون بيدك إن ضعفت ،ويذكرونك إذا نسيت ، ويرشدونك إذا جهلت ، إن افتقرت أغنوك ، وإن دعوا الله لم ينسوك، ورؤيتهم تذكر بالله وتعين على الطاعة ، قال تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَالَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَاتَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْمَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُفُرُطًا }( الكهف : 28) ويقول جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوتفنظرت إلى وجه محمد بن واسع .
8- مجاهدة النفس ومحاسبتها ومعاتبتها : وإذا لم يعرف حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلاج ؟! لهذا لا بد من تذكير النفسبضعفها وافتقارها إلى خالقها ، وإيقاظها من غفلتها ، وتعريفها بنعم الله عليها ،ومراقبتها ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة حتى يسهل عليه قيادها والتحكم فيها | |
|
باريس الشمال المدير العام
المشاركات : 257 نقاط : 420 العمر : 610 تاريخ التسجيل : 10/09/2009 الموقع : http://paris-alshmall.co.cc
| موضوع: رد: ما هي علاقتكُ بـ ( العسل ) ؟؟.. الإثنين 09 نوفمبر 2009, 9:36 pm | |
| مشكووور على الموضوع حلو والمميز | |
|