حقيقة إنه لأمرٌ تعجز العقول عن وصفه وحتى لو استطاع العقل أن يصفه فلا أظن أن الأنامل ستستطيع ترجمته قبل أن تشل حركتها أوتجف أقلامها . . .
إن الذي يحصل وما حصل في فلسطين وفي غزة وفي القدس بل وفي المسجد الأقصى لهو أمرٌ تحار العقول في ذكره ووصفه . . .
إنني أتحدث عن احتلال دام أكثر من خمسين سنة ولم تحل القضية
إنني أتحدث عن أكثر من خمسين سنة ولم يخرج الاحتلال
إنني أتحدث عن أكثر من خمسين سنة من التنازلات عن الثوابت وكل يوم تسقط إحدى الثوابت
حتى وصلنا إلى حالة من عدم التعجب والاستغراب لما يحدث في فلسطين وكأنه مسلسل طبيعي تعودنا على مشاهدته والتمتع به . . .
فبيوت تهدم على رؤوس أصحابها
أطفال ونساء تقتل
شيوخٌ تعذب
القدس تهوّد
واليوم مسجدنا الأقصى يقتحم وينتهك . . .
يا ألله ماذا بقي ؟!
حكوماتنا لا تستطيع أن تقول شيئاً
وإذا قالت فإنما هو تسويق شعبي وتخدير لمشاعر الجماهير
مسلمون . . . وعرب . . . و شرفاء
وكل هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا ما يمليه عليهم دينهم أو عروبتهم أو أخلاقهم تجاه ما يحصل . . .
يا سبحان الله إلى هذه الدرجة كان الذل
إلى هذا الدرك كان الخضوع . . .
إلى هذا المستوى كانت هذه المهانة والاستهانة . . .
أي قوة يملكون حتى استطاعوا أن يضربوا بمشاعر الملايين المملينة من البشر الغاضبون ويجعلونها خلف أظهرهم لا يلقون لها بالاً ؟!
أي قوة يمكلون حتى استطاعوا أن يسيطرون على حكومات العالم أجمع . . . فإما جعلهم مؤيدين لما يفعلون . . . أو جعلهم محيدون عن ما يفعلون . . . أو شلّهم عن الرد على ما يفعلون . . .
حقيقة إن الفكر ليحار ويذهل كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن . . .
شيء عجيب والله . . .
اليوم سمعنا ورأينا إقدام الصهاينة الغاصبون على تدنيس المسجد الاقصى ولم نجد أي حراك يجبر حكومة النتن ياهو اليهودية على النكوص على عقبيه . . .
ورئيس السلطة الفلسطينية يرفض أن يصافح خالد مشعل من حركة حماس ونفاجئ به في البيت الأسود في أمريكا يصافح اليهود المتطرفين وزير الخارجية اليهودي والنتن ياهو ؟!
يعني هل هؤلاء اليهود المتلطخة أيديهم بدماء أبنائنا من الفلسطينيين هي أطهر من يد خالد مشعل أيها الغبي المُتَملِّق؟!
ولكن
تباً ثم تباً للسياسة التي جعلتنا نقبع في مستنقعات الذل والخنوع تحت مسمى المصالح وكأننا رجال ولا كل الرجال . . .
الأفـــــــــــق